الاثنين، 7 يناير 2013

زيتون بشعلة الأثري



زيتون بشعلة الأثري



من المعروف تاريخياً أنّ شجرة الزيتون نشأت في محيط البحر الأبيض المتوسط، وقد أظهرت حفريات في منطقة الشرق الأوسط وجود أوراق زيتون متحجرة Fossilisées ممّا يثبت إنّ شجرة الزيتون ولدت قبل أكثر من ستين ألف سنة.
كما وجدت في شمالي سوريا الواح فخارية نحتت عليها كتابات تعود للقرن الثالث قبل المسيح تتعلق بزراعة الزيتون – وفي أثينا توجد شجرة زيتون اطلق عليها اسم "زيتونة أفلاطون" موجودة من حوالي 25، قرن يبلغ قطر جذعها أكثر من 6 أمتار، وقد نقلت مؤخراً ألى متحف جامعة الزراعة لحمايتها من التعديات.
أما في بشعله فيوجد "زيتون نوح" وهي مجموعة مؤلفة من عدة شجرات قائمة على جانبي الطريق الرئيسة في مدخل بشعله الجنوبي على علو 1250 متر عن سطح البحر يقال أنّ عمرها يفوق الستة ألاف سنة تتميز بجذورعها الضخمة اذ يبلغ قطر اسفل أحدها  حوالي ثلاثين متراً لدرجة انها إستعملت لحماية الماشية في موسم الشتاء. ومع أنها أصبحت مجوفة كلياً فإنها لا تزال تطرح الثمار بصورة طبيعية. والملفت للنظر أنّ هذه الشجرات التاريخية الأثرية مزروعة بشكل هندسي وعلى مسافات متساوية كما يزرع الزيتون عادة مما يدل على أنها مزروعة بيد إنسان بطريقة علمية وما زالت قائمة حتى اليوم وليست أشجار برية نبتت بصورة عشوائية لذلك تعتبر ظاهرة تستحق الدرس من قبل علماء الزراعة والبيئة .
وطالما أنّ شجرة الزيتون مقترنة بالميثولوجيا والتاريخ فلا بد من بيان سبب إطلاق إسم "زيتون نوح" على زيتون بشعله.
ورد في الفصل الثامن من سفر التكوين:
" وإستقر التابوت (تابوت نوح) في الشهر السابع في اليوم منه على جبال ارارات وفي اول يوم من الشهر العاشر ظهرت رؤوس الجبال ... ثم أطلق (نوح) الحمامة من عنده لينظر هل غارت المياه عن وجه الارض فلم تجد الحمام مستقراً لرجلها فرجعت اليه الى التابوت اذ كانت المياه على وجه الارض كلها . وما لبثت ايضاً سبعة ايام اخرى وعاد فاطلق الحمامة  من التابوت فعادت اليه الحمامة وقت العشاء وفي فمها ورقة زيتون خضراء فعلم نوح ان المياه قد جفّت عن الارض ..."
ولا بد ان ورقة الزيتون هذه التي اصبحت رمزاً للسلام والرجاء مأخوذة من زيتون بلدة بشعلة بدليل ان شجرة الزيتون لا تعيش وتنبت الاّ في المناخ المتوسطي المعتدل ولا يوجد منها في الجبال ارارات العالية      حيث استقرت سفينة نوح بعد انحسار المياه تدريجياً عن اليابسة واول ما ظهر الجبال لعالية التي انعم الله عليها بشجرة زيتون وان زيتون بشعلة الموجود على علو 1250 متر عن سطح البحر ظهر قبل غيره من الزيتون الموجود في اماكن اخرى والاقل منه ارتفاعاً .
وقد قدر عمر زيتون بشعلة بسته الاف سنة وقد يكون عمره يوازي عدد السنين التي مرّت منذ حصول الطوفان.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق