بالوع بلعة البترون
بالوع بلعة
بالوع بعتارة أو بالوع الجسور الثلاثة معلم
طبيعي عمره آلاف السنين وتفتخر به بلدة تنورين في أعالي جرود البترون، ولكنه يعاني
إهمال الدولة.
المهتمون والمستكشفون والسياح لا يهتمون بهذا الإهمال، يقصدون معلم تنورين
بكثافة وخاصة في فصلي الربيع والصيف وفي نهاية كل أسبوع.في منطقة بلعا المتاخمة للّقلوق وفي قصر
لا تتعدى مساحته كيلومتراً واحداً، يقع بالوع الجسور الثلاثة، ويبدو قابعاً في منخفض
مهيب تشرف عليه أشجار شاهقة أحدثت فيها عوامل التعرية أشكالاً أخّاذة.
يبلغ العمق الاجمالي للبالوع نحو 255 متراً
وأجزاؤه موزعة كما يلي: يطل المنخفض على هوة أولى يبلغ عمقها 90 متراً وعرضها 100 متر،
تخترق هذه الهوة في وسطها جسور ثلاثة طبيعية متراكمة.في بعض شهور السنة يصب في هوة البالوع الرئيسية
شلال من المياه الغزيرة ارتفاعه 90 متراً ثم يتفرع في الدهاليز السرية، أما الهوات
الثلاث الباقية في البالوع فهي شديدة التعقيد وتحتوي على سراديب وبرك وهوات متفرقة
وقاعات مغمورة بالمياه، متشابكلة في بعضها ومنفصلة في البعض الآخر.
وفوق الجسر الأوسط
للبالوع «محبسة» هي عبارة عن هوّة ومغارة معاً طولها 15 متراً بعمق 61 متراً.استغرق التكون الطبيعي لفوهة البالوع نحو
150 مليون سنة كمنفذ للمياه، وهو بالوع حي لا تزال المياه تجري منه (عكس بالوع جورة
العبد المجاور له) وقد ثبت بالاختبار العلمي اتصال مياهه بنهر مللّي في كفرحلدا.ويتميز عن سواه من البواليع في لبنان والعالم
بأن الوصول إليه سهل نسبياً وشكل فوهته نادر. لذلك يتحدث المستكشفون عن ضرورة تأهيله
ووضع إشارات للزائرين وإرشادات للسياح أو إمدادهم بحبال للسلامة إذا أرادوا الغوص فيه.بالوع بعتارة لا يعرفه كثيرون في لبنان
لكنه يتمتع بشهرة عالمية، ويروي فادي الشاعر، أحد مالكيه، أنه كان يشاهد منذ صغره المستكشفين
الفرنسيين ينزلون داخل البالوع بشخاتير هوائية.
ويروي معمرون في البلدة قصصاً عديدة عن
البالوع وما فيه، منها وجود مغاور خفية في الصخور المحيطة بالبالوع عبر الجبل ويُقال
إن أدوات قديمة وربما مجوهرات وجدت في محيطه. ويحكى عن رصد رجل راكب على خيل يجوب قرب
البالوع لحماية كنز معين.
ويقول علماء فرنسيون «هناك طيور مميزة بألوانها
الكثيرة (أكثر من 20 لوناً) لا تعيش إلاّ في مناخ كمناخ جبال الألب وبالوع بعتارة وهو
مناخ لا تتمتع به إلا أماكن قليلة في العالم».
وينقل العلماء عن شهود زاروا البالوع
منذ فترة بعيدة، أنهم شاهدوا مثل هذه الطيور في البالوع.
الروايات والأحاديث عن بالوع بعتارة كثيرة
ولكنها لا تسند إلى دراسات أو أبحاث علمية، ولم تقم فرق متخصصة بدراسات ميدانية معمقة
عن هذا البالوع.
إلاّ أن وحشة المكان وسحره يطلقان العنان لمخيلات الزوار الذين ينسجون
حوله الحكايات، ولكنهم يؤكدون أنه بطبيعته وتاريخه يعتبر معلماً لبنانياً مميزاً يعاني
كما تعاني معالم أخرى قلة الاهتمام. منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق